القائمة الرئيسية

الصفحات

                                   هــذا هــو الــحبّ

 

هذا هو الحب

 

جميل منك أن تعبّر عن حبّك.. إن أحببت.

جميل منك أن تعبّر عن مكنون حبّك.. إن أحببت.

فعبِّرْ عن حبّك ولا تستحي..

فأنت ستحيى مرّة واحدة.

إن أحببت.. ستقبل التضحية.

إن أحببت.. ستقبل التنازل بمحبّة.

لكن إن كرهت.. سترى التنازل مذلّة.

إن أحببت.. ستهون عليك الصِّعاب.

إن أحببت.. سترى المرأة القبيحة حسناء بعينيك.

إن أحببت.. سترى وطنك الذي لا يُنبت الكلأ ولا يُخرج الماء جنّة.

إن أحببت.. سترى بيتك الضيّق الذي لا يتّسع لأحد قَصْرًا منيفًا.

إن أحببت.. ستجد كلّ ما يحيط بك مبنيٌّ على الحبّ.

إن أحببت.. ستحبّ كلّ شيء.

إن أحببت أحدا.. ستحبّ لباسه، شكله، صوته.

إن أحببت.. ستحبّ عطره وتنسجم بنسائمه.

فالحب ليس علاقة جسديّة متناسقة كما يظنّ البعض..

الحبّ أسمى وأرقى من ذلك بكثير.

الحبّ هو اندماج الروح بالروح لتصبح روحًا واحدة.

 

كما قال رسول الله:

الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف.

الله بجلالة قدره يعبّر عن حبّه:

يا جبريل إنّي أحببتُ غلان فأحبّه. 

وجبريل يخبر الملائكة عن حبّ الله فيقول:

إنّ الله أحبّ فلان فأحبّوه. 

هذا صوت الملأ الأعلى يعبّر عن الحبّ.

فلماذا أنت لا تعبّر عن حبّك؟ 

تذكّر أنّ كلّ ما يُبنى على الحبّ يبقى ويدوم.

ولا تنسى أنّ الكراهية باب لجهنّم..

فالكراهيّة أصلها العَدَاء والحَسَد..

وهي أيضا أصلُ الغِيبة والنّميمة.

الكراهية هي عَدَاءٌ بيننا وبين إبليس..

لهذا يُغوِينا لِيَذهبَ بنا لجهنّم..

فأصل طريق جهنّم هي الكراهية. 

واعلمْ أنّ المحبّة باب للجنّة..

وأصْلُ طريق الجنّة هو الحبّ والمودّة.

قُـلْ إِنْ كُـنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاُتَّـبِعُونِي يُحْبِبْـكُمُ الله 

الله هو الذّي غرس الجنّة بيديه..

حُبًّا بعباده الذين اصطفاهم وأحبّهم. 

الحبّ الذّي أعنيه هو ذاك الذّي أرى فيك وطنًا لي.. إن أحببت.

الحبّ الذّي أعنيه هو ذاك الذّي إن هَويْتَ فتاة وأحببتها..

ستُحبّها لأخلاقها قبل شكلها..

إن أحببتها.. سترى فيها أُمًّا ووطنًا لك..

إن أحببتها.. سترى فيها مجتمعك وموطنَ سَكِينتك..

إن أحببتها.. ستبتسم تلقائيّا حينما تراها..

إن أحببتها.. ستشعر أنّك ميّت حين تختفي عنك..

بالرغم أنّك تنبض بالحياة.

ذاك هو الحبّ الذّي قال فيه الله تعالى:

وَأُتُوا البُـيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا 

إن أحببتها.. ستطرق بابها وتدخل منزلها من أوسع أبوابه..

 فلا أحد يكره الحلال.

كلّنا نحبّ الحلال.

لهذا عَـبِّرْ عن ما تحبّ لمن تُحبّ..

وأفصح عن مشاعرك لمن تحبّ إن كان دربك بالحلال..

لا تستحي من الحلال..

فلا يَخْجل من الحلال إلاّ إبليس. 

لا تكونوا مُجْتمعًا يُعِينُ على الحرام ويَـنْبِذ الحلال..

لا تكونوا مُجْتمعًا يضع العراقيل في الحلال ويُسهِّل دَرْب الحرام..

لا تكونوا مُجْتمعًا يَبتسِم للحرام ويُعرض ويُصيبه العَبوس للحلال..

كونوا مُجتمعًا كما أراده الله عزّ وجلّ. 

أفسِحوا المجال لأبنائكم حتّى يُعبّروا عن مشاعرهم..

لا تدفعوا بهم إلى دفن مشاعرهم وكَبْـتِها..

كما لو كانت ذنْبًا..

لا تدفعوا بهم إلى طريق الحرام.

إيّاكم ثمّ إيّاكم أن تجعلوا عاداتكم وتقاليدكم تغْـلب الدّين..

فالدّين لا يُغلب.. لأنّه هو الغالب دوما..

والدِّين لا ينهاك عن الحبّ.

الدّين يُريدك أن تُحبّ حتّى تتزوّج وتبني أُسْرة..

الحبّ لا يَهدِم ولا يَـقـتل ولا يُبعد..

حتّى وإن عُذّبَ صاحبه.. فهو يجد اللذّة في عذابه..

حتّى وإن أُرْهِقَ.. فهو يجد الرّاحة في تعبه.

لهذا علّموا أنفسكم أنّ هذا الدّين..

هو دين تسامح ومودّة..

هو دين حبّ لا كراهية.

دينك أمرك بحبّ وطنك ومجتمعك..

دينك أمرك بحبّ زوجتك وأبناءك..

دينك أمرك بحبّ عملك..

وقبل كلّ هذا أمرك دينك بحبّ نفسك.

دينك جاء ليُعلّمك الحبّ.. 

فلا تتغطّى برداء الكراهية وتقول هذا من عند الله.. بل

هو من عند أنفسكم.



هل اعجبك الموضوع :
author-img
الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

تعليقات

التنقل السريع